مازالت الساعة الأولى من السنة الدراسيّة تثير جدلا بين المربّيين، فقد اصطلح التلامذة والأساتذة والمعلّمون على تسميتها "حصّة تعارف" غير أنّ مضامينها ومناهجها وطرائق تسييرها تبدو متباينة.
فالطريقة التقليدية المهيمنة تتمثّل في دعوة التلامذة إلى تعمير نصف ورقة تُذكر فيها بعض البيانات الرسميّة، منها اسم الوليّ ومهنته وعنوانه، هذا المعطى تحوّل إلى موضوع تهكّم، بل رأى فيه البعض خطوة للسمسرة والتمييز بين التلامذة بناء على الانتماء الاجتماعيّ والنفوذ العائليّ والمهنيّ للآباء والأمّهات، في المقابل تعتبر فئة قليلة بأنّ اطّلاع المربّي على بيئة التلميذ ووضعه المادّي يساعده على تفهّم بعض ردود أفعاله وأشكال تفاعله مع الدرس.
كشف بعض الأساتذة عن ضروب أخرى من التعارف منها ما يمكن نعته بالتعارف البيداغوجيّ، والمتمثّل في اختبارٍ تقييميٍّ يتّصل بمكتسبات التلميذ المعرفيّة، ومنها التعارف الثقافيّ ويتّصل بمحاولة تبيّن ذوق التلميذ ومرجعيّاته وتطلّعاته وطبائعه..
لا تخلو جلّ الطرائق من وجاهة، غير أنّ الباحثين في الشأن التربويّ ولا سيما المستشارين في الإعلام والتوجيه والمتفقّدين مدعوون إلى صياغة تصوّر يساهم في تقريب وجهات النظر وتخيّر السبيل الأمثل لتسيير "حصّة التعارف" مع التنصيص على تجنّب التوظيف المادّي والنفعيّ والتنبيه إلى خطورة الوقوع في أيّ شكل من أشكال التمييز.
--------------
السّيّد أحمد الزّوابي هو أستاذ في التعليم الثانوي في اللّغة والآداب العربية وكاتب صحفي وسبق أن أمّن إعداد وتقديم العديد من البرامج الإذاعيّة.