Nouveautés

بوحديد القمبري : رسالة طمأنة إلى أولياء التلاميذ
  
   

Date : 03-04-2020 Lectures : 3220

كثير من الأولياء الذين عقدوا آمالا كبيرة في أن يروا أبناءهم ناجحين ومتفوقين في دراستهم، تنتابهم اليوم مشاعر الخوف وعدم الاطمئنان على مستقبل أولادهم بعد تعليق الدروس إلى أجل غير معلوم في إطار الإجراءات المتبعة لمنع انتشار مرض فيروس كورونا...
بعضهم لم يقبل هذا الواقع فسعى إلى تدارك ما يفوت من دروس بإجبار الأبناء على ساعات يومية من التعلم لا يُقبلون عليها إلا بشق الأنفس ودون رغبة...

سبب ذلك بسيط وهو أن أبناءنا مثلنا تماما يعيشون اضطرابا نفسيا أساسه الخوف والانشغال بما يحدث حولنا من إصابات ووفيات...

الحل البديل الذي يسعى إليه البعض والمتمثل في تنظيم دروس عن بعد لا يمكن أن ينجح كذلك للسبب نفسه، إضافة إلى سببين آخرين :

الأول : أننا فوّتنا فرصا سابقة في التأسيس لهذا النمط من الدروس، ولا يمكن أن نتدارك ذلك في ظرف أسبوع أو أسبوعين، كل ما نستطيعه هو توفير كم من الدروس والتمارين الرقمية على شبكة الأنترنات لفائدة تلاميذ الباكالوريا لا غير...

الثاني : أن فئات من المجتمع التونسي لا يملكون الوسائط الرقمية الكفيلة بتمكينهم من متابعة هذه الدروس عن بعد، وهو ما يجعل تنظيم تلك الدروس مخالفا "لمبدإ تكافؤ الفرص"...

أقول للأولياء : لا داعي للقلق، فما هو واقع في بلادنا واقع في كل أرجاء العالم، ثم إن ما يفوت أبناءكم اليوم سيتم تداركه بمشيئة الله في الأشهر المقبلة، وجميع مكوّنات الأسرة التربوية متفهمة ومستعدة للقيام بذلك.

أنصح الأولياء أن يستفيدوا من هذا الظرف الاستثنائي بكل ما يتسم به من خطر لا يُرى مأتاه، وضيق في الحركة، وتباعد اجتماعي، وانشغال بالمآل... أن يستفيدوا بمساعدة أبنائهم على اكتساب مهارات حياتية (هي قدرات عقلية ونفسية وحسية) توفرها لهم هذه الظروف الاستثنائية، وليس بإمكانهم اكتسابها وهم في المدرسة...

صنفت منظمة الصحة العالمية سنة 1993 المهارات الحياتية إلى عشر مهاراتٍ أساسية، تعدُّ من أهمِّ مهاراتِ الحياة بالنسبةِ للفردِ، وهي: مهارة اتخاذِ القرار، ومهارة حلِّ المشكلات، ومهارة التَّفكيرِ الإبداعي، ومهارة التَّفكيرِ النَّاقِدِ، ومهارة الاتِّصالِ الفعَّال، ومهارة العَلاقاتِ الشَّخْصية، ومهارة الوَعْي بالذَّات، ومهارة التَّعاطُف، ومهارة التَّعايُش مع الانفعالات، ومهارة التَّعايش مع الضُّغوط.
ولا شك أن في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها ما سيترك فينا بعضا من هذه المهارات..

عندما يعود أبناؤنا إلى المدرسة سيتداركون كل ما فاتهم، لكنهم سيكتشفون أنهم اكتسبوا إضافة إلى ذلك مهارات حياتية لم تكسبها إياهم المدرسة...
أقول للأولياء ما ذكره الشهرستاني في "الملل والنحل" من قول سقراط: " لا تُكرهوا أولادَكم على آثاركم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم "...

ليكن حرصكم على صحّة أبنائكم الجسدية والعقلية والنفسية...
حفظكم الله...

بوحديد القمبري :
مدير المرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي
بالمندوبية الجهوية للتربية بنابل

Ajoutez un commentaire ou demandez un conseil à propos de ce sujet ci-dessus Espace de conseil en ligne
Nous sauvegardons ce que vous postez dans votre espace privé sur Orientini, il ne sera visible que pour notre équipe et nos conseillers.   Envoyer  

A propos

Orientini.Com est un espace d'aide à l'orientation en Tunisie, et ne constitue en aucun cas un substitut pour les sites officiels du ministère de l'Enseignement Supérieur, ceux du ministère de l'Education ou ceux du ministère de la Formation Professionnelle et de l'Emploi.

Avis des lecteurs

Top